الاثنين، 17 مارس 2008

الرئيس يؤكد

أكد الرئيس مبارك أن رغيف الخبز لابد أن يتاح للمصريين وتختفي ظاهرة طوابير الخبز خاصة وأن الاحتياطيات النقدية بالبنك المركزي المصري قد ارتفعت إلى مستوى غير مسبوق يكفي لاستيراد حاجة مصر من السلع الغذائية كما أن مخصصات الدعم قد زادت وهى متوفرة، كما يتوالى الاستيراد للسلع الغذائية. جاءت تلك التصريحات خلال اجتماعين متتاليين للرئيس مبارك في إطار الاجتماعات التي يعقدها مع المجموعات الوزارية لمتابعة أداء الحكومة- تعلق الأول ببحث قضايا السيطرة على الأسعار في السوق المصري وبخاصة أسعار السلع الغذائية الأساسية ورغيف الخبز على وجه الخصوص، فيما تعلق الاجتماع الثاني بالإعداد للمؤتمر القومي لتطوير منظومة التعليم والذي سيعقد في أبريل القادم .يتمتع رئيسنا المحبوب بخصال كثيرة -ربما- لا ينازعه فيها أحد ،وهو لايتوانى عن إضافة خصلة جديدة كلما سنحت الظروف ،وتصريحات سيادته السابقة لاتخلو من خفة ظل وطرافة يتوجب علينا أن نتوقف عندها ،فالرجل التي صارت حكمته مضرب الأمثال في كل زمان ومكان ارتأى أن يتدخل بنفسه لحل أزمة الخبز بعد أن عجز مسئولوه عن حلها ،وبعد أن تفاقمت المشكلة وأصبح من العسير طرح الحلول لها كان من حق الشعب المصري أن يتدخل رئيسه المحبوب لحل المشكلة بنفسه ،وكما تدخل فخامته سلفا واستطاع أن يحل مشكلة تلوث مياه الشرب ومشكلة تسرطن الخضراوات والفاكهة ومشكلة الكابتن عصام الحضري ها هو ذا لايحرمنا حكمته في حل مشكلة الخبز ،وذلك بعد أن قتل الناس في مصر بعضهم بعضا في طوابير العيش وكأن الوزراء الذي عينهم سيادته بالأمر المباشر مجموعة من العجزة متبلدي الحس قاصري الفهم ،ولا يستطيعون إيجاد الحلول ،فلماذا لايقيلهم سيادته ،فيقيل بذلك عثرة المصريين وله الأجر والثوب عند الله ،إن ما يتمتع به الشعب المصري في ظل نظام الرئيس مبارك ،لهو شيء يفوق الخيال ، ويبدو أن رغد العيش الذي يرفل فيه المصريون قد حرضهم على افتعال تلك المشكلات ربما بدافع الملل من الوفرة التي يعيشون فيها ، إن رئيسهم المحبوب والذي بلا شك يصل الليل بالنهار من أجل العمل على راحتهم وإسعادهم لن يتوانى يوما مهما طال به الأجل عن حل مشكلاتهم التي يبتدعونها ابتداعا ويختلقونها اختلاقا ، وهنا لابد أن نسأل لماذا يصبر الرئيس مبارك على شعب دأب ومنذ سبع وعشرين سنة على افتعال المشاكل واختلاق الأزمات ؟ولماذا أبدى نظامه الرشيد نوايا توريث السلطة إلى نجله الفذ ؟ في هذا الأمر تحديدا -ربما -لانجد نهاية للأسئلة التي تطرح نفسها دون جواب هل يبلغ الإيثار وإنكار الذات بشخص هذا المبلغ ؟ لقد حرم الرئيس المحبوب نفسه من متع الحياة قانعا بأن التضحية هي طريقه الوحيد ،وها هو يضع ابنه على الطريق نفسه ،فأي عظمة بعد ذلك ، إن نظامه الذي يحارب منفردا منذ سبع وعشرين سنة من أجل توفير كوب ماء نظيف ورغيف خبز يصلح للاستخدام الآدمي أوشك أن يصل إلى مبتغاه ،فلماذ هذه الأصوات الموتورة التي تنعق في الخراب ضد رئيسنا العظيم ونظامه الرحيم وضباطه وعسكره الذين يبارون ملائكة الرحمة في الرقة والعذوبة والأدب الجم ،لماذا هذا التحامل غير المبرر ؟ألا تستحون .

ليست هناك تعليقات: