الثلاثاء، 1 أبريل 2008

نظام قتل المصريين

سمعت اليوم نكته سوداء تقول أن عبد الناصر استطاع أن يخرج الإنجليز من مصر ،واستطاع السادات – الذي أبغضه بشده- أن يخرج الإسرائليين من مصر أما مبارك فقد استطاع وبجدارة أن يخرج المصريين من مصر ،هكذا إذن يواجه المصريون نظام الحكم المستبد بالسخرية اللاذعة والتنكيت الذي لايخلو من خفة ظل واضحة يكتنفها السواد ،ونستطيع أن نطلق على نظام مبارك أنه نظام قتل المصريين ، ودليلنا في ذلك الإحصاءات الرسمية التي تؤكد أن عدد المصريين الذين لقوا حتفهم قتلا وشنقا وإحراقا وإغراقا وإمراضا وبطرق أخرى خلال السبعة والعشرين عاما الماضية ،هم أكثر وبكثير ممن قدمتهم مصر على مذبح الشهادة خلال حروبها الطويلة ضد الكيان الصهيوني ناهيك عن الأعداد التي لايعلمها إلا الله التي هاجرت إلى مختلف دول العالم والتي تقول بعض التقديرات أنهم يتجاوزون الملايين الخمسة ، والحقيقة أنني لاأفهم غاية العصابة التي تحكم مصر من تفريغها من سكانها ، وربما أعزو ذلك إلى أنهم يريدون تأجيرها بنظام الشقق المفروشة أو بيعها كما هو حادث ببخس الثمن ، واللا فت للنظر هو أن عجلة الإبادة التي تديرها الطغمة الحاكمة بدأت تسرع في دوراناها بشكل كبير ، وكأنه لم يعد مرضيا لهم أن يحرق بضع مئات في قطار أو أن يغرق ألفا في البحر أو أن يسجن ثلاثون ألفا في المعتقلات في ظروف هي أقرب للموت منها إلى الحياة، فتفتق ذهنهم عن طريقة سريعة للإبادة ألا وهي استقدام مصانع الموت التي طردت من جميع دول العالم المتقدم وبعض دول العالم النامي (الأرجنتين نموذجا )لتعمل في مصر ولتصدر إنتاجها بالكامل للخارج ، وعلى سبيل المثال فإن الشركة الكندية (أجريوم ) والتي منحت ترخيصا بإقامة مصنع للأسمدة النتروجينية في مصر(منطقة رأس البر بدمياط ) والتي أعطيت أيضا امتياز إنشاء رصيف خاص داخل الميناءلتصدير إنتاجها دون عمل مزايدات أوخلافه ، كانت قد حصلت على موافقات الجهات المختصة ، رغم أن الأعمال الفعلية التي تقوم بها الشركة تخالف كل ما ورد في دراسة تقييم الأثر البيئي والتي قدمتها الشركة لجهاز شئون البيئة ،كما أنها ستستخدم مياه عذبة بمعدل (1200متر مكعب /ساعة) فانظر كيف تهدر مياه النيل بينما المصريون يموتون عطشا في قرى الدلتا وكانت الشركة قد أعلنت أنها سوف تستخدم مياه البحر في عمليات التبريد اللازمة للإسالة ، ونحن نعلم تمام العلم كيف تم تمرير هذه الموافقات ولصالح من ،والهدف واضح ألا وهو تكديس الثروات حتى ولو كان الثمن حياة ملايين المصريين ،بل وتدمير البيئة نفسها ومن ثم إعادة مصر بكاملها مئات السنين للوراء ، ويبدو أن مبارك قد عدل خطته أخيرا حتى يحقق هدفه المنشود ألا وهو إفراغ مصر من المصريين ليس بإخراجهم منها بل بإخراجهم من الحياة كلها إن استطاع ،ووالله ماهو بمستطيع .

ليست هناك تعليقات: