الأحد، 6 أبريل 2008

الرئيس الأزمة

تباينت ردود الأفعال بعد اجتماع السيد الرئيس بالمجموعة الوزارية والسيد محافظ دمياط لمناقشة مشروع المصنع الذي يجري إنشاؤه على أرض رأس البر والذي يعتبر وجوده خطرا داهما على البيئة ،واستمع سيادته إلى كلمة الدكتور نظيف الذي قال أن حجم الاستثمارات في هذا المشروع تتجاوز المليار ونصف وأنه لا مجال للتراجع عن إنشائه حيث أن الأموال التي دفعت (راحت لأصحاب نصيبها ) ولا مجال لردها.وعندما تكلم محافظ دمياط وقال أن المشروع يمثل تدميرا للبيئة برأس البر وهي من أهم المناطق السياحية وحجم الثروة العقارية بها يفوق بكثير حجم الاستثمارات في هذا المشروع ، وأن هذا المشروع تم طرده من جميع دول العالم التي تحترم إنسانية شعوبها ، قام الرئيس الفذ بتعنيفه واتهامه أنه لا يفهم شيئا وأن تبنيه لهذا الموقف الرافض قد أثار الذعر في قلوب الأهالي ،وأن عليه أن يجند نفسه ومعه مجموعة من الوزراء المعنيين لإفهام الناس ما عميٌَ عليهم من حقائق حول أهمية هذه الصناعة وفائدتها لمصر ،وكونها آمنة ولا يترتب عليها أي أخطار ،كما طالب سيادته بسرعة شق قناة ملاحية جديدة لفصل مساحة 1000 فدان من رأس البر لإلحاقها بمجمع سيادته للبتروكيماويات ......... ليس في كل ما ذكرته مسبقا أدني تهريج بل هو الحقيقة بعينها ، فالرئيس الأزمة لا زال يفيض علينامن نبع حكمته الذي لا ينضب ، بل ويدلي بدلوه في مجال الهندسة فيأمر بشق القنوات وإعادة تقسيم المدن ، وفصل الشمال عن الجنوب بمانع مائي حرصا على حياة الناس ومستقبل أبنائهم ، ما هذه الحكمة المصفاة ،لا فض فوك ،وليمت حاسدوك ، نعم الرأي ما قلت به ،كيف تعامينا عن هذه لاالحقائق الناصعة التي توصلت إليها بحكمة قل أن توجد في هذا الزمان ، رغم أنك لم ترجع إلى دليل التفتيش على صناعة الأسمدة النتروجينية ،ولم تقرأ تقارير منظمة الصحة العالمية والتي أدرجت هذه الصناعة على رأس القائمة السوداء وربما لم تسأل عن قيمة رأس البر التاريخية والجغرافية والسياحية ، لم تطالع سطرا واحدا عن الموضوع ومع ذلك اتهمت شعبا بأكمله بالجهل ومحافظا هو في الأصل دكتور في الهندسة بعدم التدقيق قبل اتخاذ القرار ،ثم هـا أنت تصدر توجيهاتك ،لسرعة إفهام الناس ما لاطاقة لهم على فهمه ، وهو أن يموتوا في صمت دون ضجيج ربما يقض مضجع من عنده بقية من ضمير ، أيها الرئيس الأب دمت لنا ودامت لنا حكمتك التي هي مضرب الأمثال في كل زمان ومكان ... وحسبنا الله ونعم الوكيل .

ليست هناك تعليقات: