الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

الإحلال وليس الإصلاح

في الآونة الأخيرة ارتفعت أصوات كثيرة محسوبة على قوي المعارضة السياسية ،تقول بأنه ليس في قدرة أي فصيل من فصائل القوى الوطنية أن يتحمل تبعة ما أحدثه نظام الرئيس مبارك من فساد وإفساد طال جميع مناحي الحياة في مصر ،وهذا صحيح من جانب وغير صحيح من عدة جوانب ،فالشاهد أن حال البلاد قد وصلت إلى وضع لا ينفع معه أي إصلاح ،وربما أصبح الحديث عن الإصلاح الآن بمثابة نكتة لا تضحك أحدا ،خاصة أن من يلوكون هذه الكلمة صباح مساء هم أصل الفساد ومنبعه ، أما السخف عينه ،فهو أن هؤلاء - نقصد سدنة الفكر الجديد- لا يتورعون عن الانتقال من أقصى اليميــن ( بيع شركات القطاع العام ) إلى أقصى اليسار (تمليك ممتلكات الدولة للشعب ) وهم لا يفعلون ذلك إلا لزيادة جرعة التضليل الإعلامي ،وممارسة الدجل على جموع المصريين من أجل كسب الوقت للحصول على المزيد من ثروات الوطن المنهوب،وليس فيما سبق جديد، ولكن الجديد أن تركة النظام الحالي لن تكون ثقيلة على أحد إذا وضعت الأسس الصحيحة لإزالة آثار عدوان النظام الحالي على مصر طيلة ثلاث عقود حدث خلال سنواتها إخلال خطير بالتركيبة الطبقية للمجتمع ،ليصبح المجتمع المصري بامتياز هو مجتمع النصف في المائة ،ولسنا بصدد سرد إحصائيات تتحدث عن توزيع الدخل القومي على المصريين ،كما أنا لسنا بصدد الحديث عن جملة القوانين التي صنعت لتكرس الظلم الاجتماعي ،ما نحن بصدد الحديث عنه هو الإحلال وليس الإصلاح ،فالإصلاح لا يصح مع المنظومات الاجتماعية والاقتصادية التي أصابها الخلل بشكل شبه كامل ، وهذا الإحلال لا يتأتى إلا بقرارات جذرية لا تمثل انتقالا غير محسوب العواقب ،بقدر ما تمثل تصحيحا طبيعيا للأوضاع التي طال زمان فسادها ،وليس من نافلة القول أن نذكر أن التأميم الذي قامت به ثورة يوليو كان ذا بعد اجتماعي لا يخفى أثره على أحد ،خصوصا ،ونحن نعلم جيدا كيف تمت عمليات بيع ممتلكات الدولة بشكل مشبوه وغير عادل على الإطلاق ، وإذا كان الحزب الحاكم قد أطلق مبادرة الفكر الجديد في محاولة يائسة لإخفاء ما اقترفه في حق البلاد والعباد من جرائم ، فإننا نستطيع أن نقول أن الإحلال لا يحتاج إلى فكر بقدر ما يحتاج إلى سواعد قادرة على التنفيذ الدقيق ،لما يتخذ من قرارات ، ويمكن أن تؤتي هذه التجربة ثمارها في فترة زمنية قصيرة ،إذا ما صلحت النوايا ، كما أن الأفكار الجديدة التي يمكن أن تطرح في هذا الشأن لن تكون ذات فاعلية كبيرة لدى جموع الشعب ،قياسا إلى الفعل المباشر ذي المردود الإيجابي على المواطن المصري البسيط ، ويمكن من خلال الإجابة على عدة أسئلة أن نصل إلى نتائج مرضية ، مثلا ما حجم ما تنفقه الدولة على الحراسات الخاصة لكبار المسئولين فيها ؟ما حجم ما يتم إهداره من أموال الشعب سنويا على التهنئة والتبريكات والنعي والمواساة ،ما حجم ما يتم إهداره من أموال على من يشغلون وظيفة مستشار في الوزارات المختلفة ؟ ما حجم ما يتم إهداره من أموال بسبب غياب التنسيق بين الوزارات المختلفة والذي تسبب في تشويه وتكسير معظم شوارع مصر؟ ما حجم ما تنفقه الدولة على المكاتبات الورقية والخطابات الرسمية ويذكر أن إحدى المصالح الحكومية كانت قد أرسلت خطابات إنذار بالدفع على مدي عدة سنوات لمواطن كان مدينا لهذه الجهة برسم قدره خمسون قرشا، وقد تكلفت هذه الخطابات عشرات الجنيهات ؟! ثم ماذا لو أوقف النهب في مصر لمدة عام ؟ إن ما يهدره نظام مبارك من أموال إهمالا ونهبا واستغلالا واستغفالا للشعب المصري في عام يكفي لإصلاح أحوال عموم المصريين ،وقد قدرت إحدى مؤسسات الشفافية الدولية حجم الأموال التي نهبت خلال فترة حكم الرئيس مبارك بنصف تريليون دولار ناهيك عما تم إنفاقه في غير موضعه،وما تم منحه لأشخاص دون وجه حق وغير ذلك من أشكال تبديد المال العام والاحتيال للحصول عليه ، إن الجزء الأكبر من الحل يكمن في وقف نهب مصر ، أما عن آليات وقف النهب ، فهناك الكثير من الطرق التي يمكن استخدامها في هذا الشأن أولها بل وأهمها إلغاء صالة المغادرة المخصصة لكبار الزوار في ، مطار القاهرة وجميع المطارات المصرية .

الخميس، 13 نوفمبر 2008

الكتابة عبر التدوين


في يوم16/6/2006 نشر أول مقال لي على موقع حزب الوسط الجديد وكان بعنوان تنافي الأجيال ومن يومها وأنا أداوم على الكتابة ، ومنذ نحو العام وتحديدا يوم 24/1/2008 بدأت الكتابة عبر المدونات ،وكان ذلك في مدونة على جيران ،اشتركت وصديق لي في التدوين على صفحاتها،ثم تلى ذلك تجربة ملفات مصرية 71 وكان ذلك في أبريل نيسان الماضي ،وقد أحصيت على صفحاتها 22 مقال شديد الجدية ،ربما إلى درجة السخف ،وكنت أظن - ولازلت - أني بعيد كل البعد عن روح الكتابة التدوينية التي تحررت من قيود الكتابة التقليدية إلى أشكال أخرى بعضها جديد ،وبعضها يعتبر من قبيل كتابة الخواطر أو اليوميات أو الانطباعات أو التسجيل المباشر لمواقف الحياة اليومية ، وكثيرا ما فكرت في التخلي عن الكتابة عبر المدونات ،وكثيرا ما كنت أقول لنفسي أن الكتابة التدوينية تحتاج إلى روح أخرى غير التي بين جنبي، أو أنها جاءت متأخرة عشر سنوات على الأقل ،وكثيرا ما كنت أحسب نفسي متطفلا على عالم المدونين ، ولم يكن لدي إصرار حقيقي لمواصلة رحلة التدوين ، وخصوصا بعد أن هجرت مدونتي على جيران ، ولم يكن مدونو البلوج سبوت قد عرفوا طريقهم بعد إلى ملفات مصرية ، وظلت المسألة بداخلي لا تستقر على حال حتى بعد أن تلقيت تعليقات على ما أكتبه ، لكن سؤال الجدوى ،كان لازال يطرح نفسه بقوة ،ما هي درجة أهمية ما أكتب ؟وإلى من يصل ؟وما مدى الاستفادة التي يمكن أن تتحقق منه ؟ خصوصا أن ما أكتب لا ينتمي إلى عالم التدوين - حسب زعمي - فأنا أكتب ما أظنه مقال سياسي ، وهي كتابة كما قلت ليس لها سوق رائجة في عالم التدوين ، كما أني لاحظت أن رؤيتي والتي تتبدى بوضوح من خلال ما أكتب ،تخالف كثيرا من الرؤى التي تحمل قلقا خاصا وتميز كتابات عدد غير قليل من المدونين الجادين ، لذلك فقد أصبح الفعل التدويني المنبت عن أصله ،والمنسوب إلى غير أهله في آن فعلا ثقيلا ، زاد إلى أعبائي عبئا جديدا ،فلا أنا بالمستمر ولاأنا بالمنقطع ، وأحببت أن أطرح ما يدور برأسي على المتابعين علهم يساعدوني بآرائهم في الوصول إلى حل ...... هذا كل ما هنالك .