الاثنين، 28 يوليو 2008

إلى المعلم النبيل د/ المسيري


وبَعْضُ احْتِمَالي جُنونٌ
وبَعْضُ احْتِمَالك نَصْرْ
لكفين من أدمع ٍ وانتظار ٍ
تناسيتُ جُرحًا
يُساومُ مني النزيفَ
لِيرْسُمَ باقة َ ورد ٍ
على وجهِ نهرْ
أروم لعينيك نبضَ الحياةِ
أيمِّمُ صوبَ احتراقك
علّي أقرْ
أعناق فيك النشيد المرنم
منذُ اكتمالِ التمني
ومنذُ احتدام الخطرْ
أما زلتَ تركضُ تحلمُ تدنو
تُضِيء الدّروبَ كصبح ٍ أغرْ ؟
وتمرحُ قـُربَ انحسار الأغاني
وحيدًا كنجم ٍ
إذا ما تبدَّى
بُعَيْدَ انقضاءِ السفرْ
فتسأمُ من ألم الممكنات
وتجثو تداعبُ وجهَ القمر
أفي الموتِ شكٌ
تَنَادَيْتَ
صَوتك مِلءُ الهجير
ورجعُ صداه
يصوغُ رؤىً وفِكَرْ
فكيفَ ارتحلتَ ؟
وكيفَ تركتَ لقلبك أنْ يستريحَ
وأن يقتفيكَ على باب ِ مصرْ ؟

الجمعة، 11 يوليو 2008

قانون تنظيم البث الفضائي

تعمل الأنظمة القمعية الاستبدادية في الوطن العربي على تقنين كل ما من شأنه تكميم الأفواه من أجل مزيد من القهر والنهب المنظم وغير المنظم ،وللحقيقة فإن هذه الأنظمة القمعية وإن بدت متجبرة عاتية في الظاهر إلا إنها في حقيقة الأمر عاجزة ؛بل ويائسة ،إذ أنها لاتكتفي بالردة التي أحدثتها في جميع قطاعات المجتمع والدولة وما أحدثته من تخلف طال جميع المجالات ،فإذا بها تحاول أن تفعل ماليس لها به طاقة وليس للناس فيه أدنى احتمال خصوصا الشباب الذي أصبح الفضاء الالكتروني هو متنفسهم الوحيد ،وأنا شخصيا أرى أنهم غير جادين في هذا الشأن ،وذلك لأسباب عديدة أهمها نقص الكوادر التي تستطيع مجاراة الشباب في هذا المجال ،فدولة مصر مثلا التي تعتمد الواسطة والمحسوبية والرشوة في التعيين للوظائف ، آلت على نفسها ألا تستخدم سوى الجهلاء والمتخلفين عقليا وحضاريا إلا فيما ندر ،ولذلك ولكل ما تقدم أقول والله لن تفلحوا أيها الجرذان عتاة الاستبداد ، نحن لكم بالمرصاد .

الخميس، 10 يوليو 2008

عندما تغيب الدولة ?

لا يمكن أن يتصور عاقل أن هناك دولة تدعي أنها دولة مؤسسات تتحول فيها كل الملفات إلى ملفات أمنية ، والمضحك المبكي في الأمر أن تكون هذه الدولة قد عاشت لأكثر من ربع قرن تحت سطوة قانون الطوارئ وفي ظل غياب قانون الإجراءات الطبيعي ، مما جعل كفاءة الأمن فيها في أشد حالات التدني مما لايسمح له بالقيام بدوره الأصلي بأي درجة من الكفاءة فما بالك وقد ألقيت عليه كل ملفات الدولة ،وليس المطلوب هوحل هذه الملفات وإنما المطلوب هوالتعامل معها بالشدة والعنف اللذين أصبحا من أهم سمات رجال الأمن في بلدنا ، وبالطبع فإن الدولة التي تفعل ذلك لا تحفل بأمن مواطنيها بل تعتبرهم خطر على الأمن ، بل وتتهم من خرج منهم للتظاهر - وهو حق كفله الدستور- بتكدير الأمن العام ، وكأن الأمن العام كوب ماء يتكدر إذا أصابه شيء من غبار ،وهذا في الواقع هو مربط الفرس ، فالدولة المستبدة إذا طال بها العهد ،تتحول بفعل عوامل الزمن والتحلل إلى دولة مرتعشة ،ترتعد من مظاهرة يقوم بها عدة أفراد أو وقفة احتجاجية في شارع جانبي ، وتغضب إذا أدينت بانتهاك الحريات رغم أنها تفعل ذلك ليل نهار ، بل إن هذا الغضب يمكن أن يتحول إلى التهديد بقطع العلاقات ، وهي التي لاتمانع في أن تداس هيبتها في محافل عديدة دون أن تحفل ، دولة بهذا الوصف الذي نصف هي دولة غائبةلكن غيابها إنما يكون لصالح أفراد وجماعات بعينها لا هدف لهم سوى النهب والسلب لكل ما يقع في أيديهم ، وعندما تختفي هيبة الدولة يتجرأ الكل ويصبح المال العام وأراضي الدولة وثروات الوطن كلأ مباحا بشروط الخيانة بيع الأوطان ، وهذه هي إرهاصات الفصل الختامي الذي دائما ما ينتهي بنهايات مأساوية لاتخفى عواقبها على أحد فهل عرفتم ماذا يحدث عندما تغيب الدولة ؟

الخميس، 3 يوليو 2008

لانقول وداعا

سيبقى ظل المسيري طويلا وستمتد حياته لتصير أطول من حياة جلاديه ،سيشهد معنا قيامة مصر ،سيكون حاضرا في أول الصفوف ، سيراه أتباعه ومحبوه ،سيحيونه ويحييهم وسيتبادلون التهاني يوم أن تنفض مصر عنها تراب القبور يوم أن تنزاح غمتها يوم أن يبدل الله واقعها بآخر تتنسم فيه عبير الحرية ،سيبقى المسيري الرمز الذي لم يطاوله رمز يسخر من المستبد ويتحدث عن السرطان كأنه أنفلونزا يسأل عن النكات الجديدة ويضحك من أعماق قلبه كطفل لم يعرف يوما حزنا ولا كربا ، سيبقى مغردا بأغنيات البراءة ، سيرحل جلادوه إلى حيث يستحقون وسيبقى هو أكبر من الموت ،كما كان أكبر من المرض ، سيطلع جميلا باسما وسيقول لنا :لا تفقدوا الأمل وإن طال الطريق ،فالحق الذي دافع عنه سيبقى ما بقيت الحياة ،حتما سيعيش المسيري في قلوب من أحبوه ،وفي قلوب من لم يخذلوه ملء السمع والبصر شامخا كأشجار السرو على ضفاف النيل ،مشرقا كالنشيد الذي يتردد صداه في الآفاق ,الحبيب الدكتور المسيري نحتاج إليك لتشد على أيادينا ، لتشحذ عزمنا ،لتمنحنا السلوى أنت لا أحد غيرك ، تلهمنا حين نرتبك وتهدينا حين تتفرق بنا الطرق ،أبدا لا نقول لك وداعا ،فأنت حاضر في القلوب وماثل في العقول لاتبتعد إلا لتعود من جديد .. دمت لنا يا أعز الناس .