الخميس، 3 يوليو 2008

لانقول وداعا

سيبقى ظل المسيري طويلا وستمتد حياته لتصير أطول من حياة جلاديه ،سيشهد معنا قيامة مصر ،سيكون حاضرا في أول الصفوف ، سيراه أتباعه ومحبوه ،سيحيونه ويحييهم وسيتبادلون التهاني يوم أن تنفض مصر عنها تراب القبور يوم أن تنزاح غمتها يوم أن يبدل الله واقعها بآخر تتنسم فيه عبير الحرية ،سيبقى المسيري الرمز الذي لم يطاوله رمز يسخر من المستبد ويتحدث عن السرطان كأنه أنفلونزا يسأل عن النكات الجديدة ويضحك من أعماق قلبه كطفل لم يعرف يوما حزنا ولا كربا ، سيبقى مغردا بأغنيات البراءة ، سيرحل جلادوه إلى حيث يستحقون وسيبقى هو أكبر من الموت ،كما كان أكبر من المرض ، سيطلع جميلا باسما وسيقول لنا :لا تفقدوا الأمل وإن طال الطريق ،فالحق الذي دافع عنه سيبقى ما بقيت الحياة ،حتما سيعيش المسيري في قلوب من أحبوه ،وفي قلوب من لم يخذلوه ملء السمع والبصر شامخا كأشجار السرو على ضفاف النيل ،مشرقا كالنشيد الذي يتردد صداه في الآفاق ,الحبيب الدكتور المسيري نحتاج إليك لتشد على أيادينا ، لتشحذ عزمنا ،لتمنحنا السلوى أنت لا أحد غيرك ، تلهمنا حين نرتبك وتهدينا حين تتفرق بنا الطرق ،أبدا لا نقول لك وداعا ،فأنت حاضر في القلوب وماثل في العقول لاتبتعد إلا لتعود من جديد .. دمت لنا يا أعز الناس .

ليست هناك تعليقات: