الخميس، 10 أبريل 2008

ميلاد الثورة

شهدت مصر يوم 6 أبريل الجاري إضرابا شعبيا دعت إليه حركة كفاية ،واستجابت له قطاعات عديدة من الشعب المصري ،وقد خلت شوارع القاهرة وبعض المحافظات من الناس ،وقال بعض المراقبين أن الإضراب فاق جميع التوقعات مما أصاب النظام بالهلع ،وجعله وكعادته يطلق بلطجيته ليعيثوا في الأرض فسادا بهدف تشويه الإضراب ومن ثم إلقاء القبض على من دعوا إليه ومحاكمتهم بتهم ملفقة ، وبالأمس تم القبض على جورج إسحق أحد مؤسسي حركة كفاية بتهمة التحريض على الإضراب ، وما حد ث من اعتقالات سابقة إنما يؤكد أن النظام الاستبدادي الإجرامي يرتعد من تكرر تلك الهبات الشعبية ،وهو لخسته ووضاعته لا يرى إلا الحل الأمني ،إذ لا قدرة له على إقامة حوار مع أي فصيل من فصائل القوى الوطنية ،فحجتهم داحضة بعد أن كفروا بمصر ووصلوا بشعبها إلا حافة المجاعة ،ولم يعد أمامهم سوى استخدام العنف أمام شعب أعزل لم يعد ليطيق الحياة في ظل حكمهم الذي فعل بهم ما لم يفعله الاحتلال ، وأستطيع أن أوأكد أن الثورة ولدت بالفعل يوم 6 أبريل، وأن هذه الأيام التي نعيشها هي الأيام الأخيرة لنظام مبارك ، ولابد أن كثيرا من مسئوليه يعدون الآن حقائب السفر ويفحصون سلامة الطائرات الخاصة التي اشتروها بأموال مصر المنهوبة وحصيلة بيع أصولها الثابتة من مصانع وشركات وبنوك وعقارات وأراضي، وكرامة لايعرفون لها معنى ،إن آفة مبارك ونظامه أنه لايتعلم لامن أخطاء سابيقه ولا من أخطائه ،وكأنه مصاب بالعمى يقاد إلى حيث حتفه ، ولا شك أنهم يعلمون جميعا أن التوريث الذي كانوا يخططون له لن يحدث أبدا بل، إن مكاسبهم التي جنوها عبر ربع قرن ويزيد قد أصبحت في مهب الريح ولم يعد هناك ما يراهنون عليه سوى الهرب بما حصدوا من المال الحرام ،ولعلنا جميعا أيضا ندرك الآن مدى ضعف هذه العصابة وفساد أمرها ،وبقى أن يتحرر كل منا من خوفه ،ونخرج جميعا إلى الشارع في مظاهرة حضارية لنعلن للعالم سقوط نظام مبارك فهل نفعل ؟

ليست هناك تعليقات: