الأحد، 9 مارس 2008

على من يضحكون

يستطيع النظام المستبد أن يجتاز كل المآزق التي يتعرض له بكفاءة عالية ،فلديه من الدجالين ذخيرة لابأس بها ، وكما يقول المثل العربي (( ما تكرر تقرر)) لذلك فهؤلاء المتكلمة وأن جاءوا ببضاعة مزجاة وثرثرة لابرهان لهم عليها إلا أنهم لا يكفون عن إعادة هذا الهراء على أسماعنا ليل نهار حتى تستقر في الأذهان كل فرية يفترونها وكأنها الحقيقة الناصعة ، لذلك وفي رد فعل طبعي أصم الشعب آذانه عن تصريحاتهم وأستغشي بالي الثياب حتى لا يرى وجوه النكد التي تتبوأ سدة المناصب الرفيعة لتتبول من فوقها على رءوس الشعب إفكا ليس محكما ؛لكنه يؤدي دوره ،وهنا يلح السؤال على من يضحك هؤلاء ؟ لاأحد يصدقهم على الإطلاق كلما أمعنوا في الكذب كلما بانت سوءاتهم وكلما أوغلوا في الغي كلما رأى الناس أنهم أضل خلق الله فعلى من يضحك هؤلاء ؟ هؤلاء لا يضحكون إلا على أنفسهم لأنهم لو واجهوا الحقيقة فربما أحرقوا أنفسهم إن كان قد بقي لديهم شيء من ضمير، وطالما أن الشعوب تظهر دائما أن اللعبة قد انطلت عليهم فلماذا لايستمر هؤلاء المهرجون في لعب هذه الأدوار العابثة وقد تجملوا وبالغوا في وضع الأصباغ حتى وكأنهم يهزلون في مواضع الجد ،ومنذ أيام قرأت مقالا يسأل فيه كاتبه لماذ ا يبدو ممثلوا الحزب الحاكم متجهمين دائما ؟ وافترض الكاتب أن التجهم إنما يحدث بأوامر عليا وأن ذلك ربما يكون لإشعار الجماهير أنهم إنما ينوؤن بما يتحملون من مسئوليات خطيرة تنوء بحملها الجبال ، والحقيقة أن المبالغة في التجهم هذه تثير ضحك الشعب وتحفزه على إطلاق النكات اللاذعة ولا تؤدي دوراإيجابيا على الإطلاق فإذا تجهم الندل آسف أقصد النجل يفسر الشعب ذلك أنه لم يعد يطق صبرا على تحقق أمنيته و إذا تجهم الأمين العام الذي ليس لديه أمانة على الإطلاق ،فذلك بسسب أن عائداته هذا الشهر لم تحقق ما كان يتوقعه وهكذا ،إن هؤلاء الجاثمين على كواهلنا أصبحوا في حال لا يستطيعون معها فكاكا مما هم فيه من فيض الوضاعة، فهم لصوص كذبة عاهرون وشواذ وشذاذ آفاق وعملاء وقوادون ومرتشون وغير ذلك فماذا ننتظر منهم ؟

ليست هناك تعليقات: