الاثنين، 10 مارس 2008

لماذا ينتحر الجنود الأمريكيون

شهدت الأيام القليلة التي مضت من عام 2008 انتحار 121 جندي أمريكي وهي نسبة كبيرة بلا شك وقد عزي المسئولون ذلك إلى حالة الإرهاق الشديدة التي يعاني منها هؤلاء الجنود ،ولكننا نري أن هذا الإعزاء هو حلقة من سلسلة الكذب وخداع الرأي العام التي دأب المسئولون الأمريكيون عليها منذ بداية ولاية بوش الأولى وربما قبلها ،والحقيقة أن السبب في حالات النتحار التي انتشرت في صفوف القوات الأمريكية إنما يرجع إلى غياب الهدف النبيل في كل ما يقوم به الجيش الأمريكي من عمليات ،وغياب هذا الهدف دائما ما يؤرق الجنود ويدفعهم في أحيان كثيرة إلى الهرب من الميدان ،بل ومحاولة التخلص من الحياة ذاتها ،إن الأكذوبة الأمريكية التي قامت على التفوق تهاوت في العراق وفي أفغانستان بل وفي الصومال قبل أعوام،والحقيقة أن الجندي الأمريكي الذي يتم تدريبه على أعلى المستويات يفتقر إلى الروح القتالية ناهيك عن فقدانه للإيمان بعدالة القضية التي يحارب من أجلها ولذلك فقد أكدت العديد من الدراسات الجادة في هذا الشأن أن العمل على الإعداد النفسي للجنود أهم بكثير من الإعداد القتالي ، ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية التي أدمنت الكذب وإخفاء الحقائق لايعنيها في قليل أو كثير أن تفقد أعدادا كبيرة من جنود أغلبهم من المرتزقة والمتجنسين ،والمثير في الأمر أن الشعب الأمريكي لم يعد يتحرك ضد آلة الحرب الإجرامية التي تديرها الإدارة الأمريكية رغم أن كثير من المثقفين الأمريكيين مثل المخرج مايكل مور مازالوا يناضلون من أجل أن يثبتوا أن الإدارة الأمريكية كانت ولازالت هي السبب المباشر في وقوع الأحداث الأنتقامية التي تستهدف الأمريكيين في أرجاء العالم وليس من نافلة القول أن غياب بوش عن الساحة السياسية لن يغير من الأمر شيئا فكلنا يعلم مدى توغل اللوبي الصهيوني في أروقة البيت الأبيض كما أن أمريكا وهي بالقطع دولة مؤسسات لا تغير استراتيجيتها بتغيير الأشخاص ،وإن كان من المسلم به أن هناك بعض التغييرات يمكن أن تحدث ولكن على نطاق ضيق أن الإدارة الأمريكيةبما تقترفه في حق الشعب الأمريكي وفي حق شعوب الأرض تضرب مثلا واضحاعلى أن منجزات الشعوب يمكن أن تضيع في لحظة إذا سلمت قيادها لحفنة من لصوص النفط والذين سترد أسماؤهم في القوائم السوداء في سجلات التاريخ.

ليست هناك تعليقات: