الأحد، 14 سبتمبر 2008

النظام الكارثة

لازالَ النظامُ الحاكمُ في مصرَ يسجلُ - وبتفوق ٍ غيرَ مسبوق ٍ- اسمَه في سجل ِ أكثر ِالأنظمةِ الاستبداديةِ في العالم ِغباءً وغشمًا وإجرامًا ، فقلما نجدُ له نظيرًا من كثرةِ ما اقترفَ في حق ِالشعب ِالمصري من خطايا تستعصي على الحصر ،بل إنّ هذه الخطايا فاضت لتطالَ شعوبًا أخرى كالشعبِ الفلسطيني الذي يمارسُ نظامُ مبارك عليه حصارًا لا إنسانيًا في قطاع غزة ،استجابة ًللإملاءات الإسرائيلية وطمعًا في الرضا الأمريكي ، الذي بقي معلقاً بأوهام الدعم ِالعسكري وشروط ِالمعونة ،رُغمَ الدور غير الشريف الذي لعبه نظام مبارك في احتلال العراق ، والذي وصل حد السماح للقطع البحرية الأمريكية والتي تعمل بالطاقة النووية بالعبور من القناة ،وبالمخالفة الصريحة لمعاهدة اسطنبول والتي تحظر مرور السفن التي تعمل بالطاقة النووية من قناة السويس هذا غير فتح المطارات المصرية ؛ لتزويد الطائرات الأمريكية المقاتلة بالوقود ،واستباحة هذه الطائرات للأجواء المصرية دون حسيب أو رقيب ،برغم ما تشكله هذه الممارسات من خطر على الأمن القومي المصري ، ويبدو أن أمن مصرَ يأتي في ذيل قائمة اهتمامات نظام مبارك ،هذا إذا كان موجودا على القائمة أصلا ،ومما لا يمكن إغفال الحديث عنه هو دور النظام المصري في دعم الكيان الصهيوني في حربه على لبنان في صيف 2006 حتى أن الطائرة المصرية الوحيدة التي هبطت في مطار بيروت ، وكانت تقل نجل الرئيس كانت قد طارت في حماية طائرات العدو بعد أخذ الإذن من تل أبيب ، هذا غير إغضاء الطرف عن ممارسات الكيان الصهيوني في القرن الإفريقي ، والعمل وفق أجندة تقسيم السودان ، فأي نظام هذا الذي يحكم مصر؟ وإلى أي حد من العمالة والخيانة ذهب ؟ وما مقابل كل ما يقومُ به النظام المصري من جرائمَ لصالح قوى الإمبريالية والصهيونية العالمية ؟ لاشك أنّ المقابلَ هو البقاءُ في السلطة مهما بلغ حجم الاستبداد والفساد والإهدار لثروات الوطن الطبيعية وبيعها بأبخس الأثمان للصهاينة ، وفق عقود تثير الضحك من كثرة ما فيها من عوار ومخالفة لأبسط قواعد العقود والاتفاقيات الدولية ، كذلك وبدعوى جذب الاستثمارات فتح نظام مبارك أبواب البلاد على مصراعيها أمامَ الشركات المتعددة الجنسيات ، لتعيث في الأرض فسادًا وتحصل على كل شيء تريده مقابل عمولات ورشا تذهب إلى جيوب كبار المسئولين مباشرة دون مساءلةٍ ، حتى بعد الإعلان عن ذلك من قبل مسئولي هذه الشركات ، وسفراء دول يعملون بالوكالة كسماسرة لدى هذه الشركات ، كل هذا الإجرام غير المسبوق يرتكبه نظام مبارك في حق مصر والمصريين ،ولا يكتفي به ، فيقوم باتخاذ كافة التدابير التي من شأنها إخلاء مصر من المصريين ،وذلك بنشر الأمراض القاتلة فيما بينهم ،وذلك عن طريق تلويث الهواء وسرطنة الطعام والقضاء على أي رعاية طبية حقيقية يمكن أن تقدم لهذا الشعب،ناهيك عن أكذوبة البنى التحتية التي أصبحت أثرًا بعد عين ، كما لجأ النظام إلى سن ِجميع القوانين التي من شأنها جعل الحياة في بر مصر شبه مستحيلة بالنسبة لجموع المصريين ، فأي شرعية تبقى لنظام ِحكم ٍارتكب كل هذه الجرائم واقترفَ كل هذه الآثام ، إنها شرعية الغالب التي يروج لها علماء السلطان وأشياعهم من دعاة السلفية التقليدية ، والتي يفسح لهم النظام المجال للإسهام بدور فاعل في تغييب المصريين وإطفاء روح المقاومة لديهم ، فإلى أي هاوية سحيقة تهوي مصر ؟ الحقيقة أننا كلنا جميعا لا ندري .

ليست هناك تعليقات: